القول في تأويل قوله تعالى: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا يقول تعالى ذكره: وإذا تتلى على الناس آياتنا التي أنزلناها على رسولنا محمد بينات، يعني واضحات لمن تأملها وفكر فيها أنها أدلة على ما

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} [مريم: 73] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذَا تُتْلَى عَلَى النَّاسِ آيَاتُنَا الَّتِي أَنْزَلْنَاهَا عَلَى رَسُوِلنَا مُحَمَّدٍ بَيِّنَاتٍ، يَعْنِي وَاضِحَاتٍ لِمَنْ تَأَمَّلَهَا وَفَكَّرَ فِيهَا أَنَّهَا أَدِلَّةٌ عَلَى مَا جَعَلَهَا اللَّهُ أَدِلَّةً عَلَيْهِ لِعِبَادِهِ، قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِكِتَابِهِ وَآيَاتِهِ، وَهُمْ قُرَيْشٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا فَصَدَّقُوا بِهِ، وَهُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا} [مريم: 73] يَعْنِي بِالْمُقَامِ: مَوْضِعِ إِقَامَتِهِمْ، وَهِيَ مَسَاكِنُهُمْ وَمَنَازِلُهُمْ {وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} [مريم: 73] وَهُوَ الْمَجْلِسُ، يُقَالُ مِنْهُ: نَدَوْتُ الْقَوْمَ أَنْدُوهُمْ نُدُوًّا: إِذَا جَمَعْتُهُمْ فِي مَجْلِسٍ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015