حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} [مريم: 6] قَالَ: يَرِثُ نُبُوَّتِي وَنُبُوَّةَ آلِ يَعْقُوبَ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} [مريم: 6] فَقَرَأَتْ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ} [مريم: 6] بِرَفْعِ الْحَرْفَيْنِ كِلَيْهِمَا، بِمَعْنَى فَهَبِ الَّذِي يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ، عَلَى أَنْ يَرِثَنِي وَيَرِثَ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ، مِنْ صِلَةِ الْوَلِيِّ. وَقَرَأَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ: (يَرِثْنِي وَيَرِثْ) بِجَزْمِ الْحَرْفَيْنِ عَلَى الْجَزَاءِ وَالشَّرْطِ، بِمَعْنَى: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا فَإِنَّهُ يَرِثُنِي إِذَا وَهَبْتَهُ لِي. وَقَالَ الَّذِينَ قَرَءُوا ذَلِكَ كَذَلِكَ: إِنَّمَا حَسُنَ ذَلِكَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، لِأَنَّ يَرِثُنِي مِنْ آيَةٍ غَيْرِ الَّتِي قَبْلَهَا. قَالُوا وَإِنَّمَا يَحْسُنُ أَنْ يَكُونَ مِثْلُ هَذَا صِلَةً، إِذَا كَانَ غَيْرَ مُنْقَطِعٍ عَمَّا هُوَ لَهُ صِلَةٌ، كَقَوْلِهِ: {رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} [القصص: 34] . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ عِنْدِي فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ بِرَفْعِ