حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} [مريم: 5] وَالْمَوَالِي: هُنَّ الْعَصَبَةُ وَالْمَوَالِي: جَمْعُ مَوْلًى، وَالْمَوْلَى وَالْوَلِيُّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَاحِدٌ. وَقَرَأَتْ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ} [مريم: 5] بِمَعْنَى: الْخَوْفِ الَّذِي هُوَ خَوْفُ الْأَمْنِ. وَرُوِي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ قَرَأَهُ: «وَإِنِّي خَفَّتِ الْمَوَالِي» بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ وَفَتْحِ الْخَاءِ مِنَ الْخِفَّةِ، كَأَنَّهُ وَجْهُ تَأْوِيلِ الْكَلَامِ: وَإِنِّي ذَهَبَتْ عَصَبَتِي وَمَنْ يَرِثُنِي مِنْ بَنِي أَعْمَامِي. وَإِذَا قُرِئَ ذَلِكَ كَذَلِكَ كَانَتِ الْيَاءُ مِنَ الْمَوَالِي مُسَكَّنَةً غَيْرَ مُتَحَرِّكَةٍ، لِأَنَّهَا تَكُونُ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِخَفَّتْ