وقوله: فأتبع سببا اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة: (فاتبع) بوصل الألف، وتشديد التاء، بمعنى: سلك وسار، من قول القائل: اتبعت أثر فلان: إذا قفوته، وسرت وراءه. وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة فأتبع بهمز، وتخفيف التاء،

وَقَوْلُهُ: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} [الكهف: 85] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ: (فَاتَّبَعَ) بِوَصْلِ الْأَلِفِ، وَتَشْدِيدِ التَّاءِ، بِمَعْنَى: سَلَكَ وَسَارَ، مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: اتَّبَعْتُ أَثَرَ فُلَانٍ: إِذَا قَفَوْتُهُ، وَسِرْتُ وَرَاءَهُ. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ {فَأَتْبَعَ} [الكهف: 85] بِهَمْزٍ، وَتَخْفِيفِ التَّاءِ، بِمَعْنَى لَحِقَ. وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ: قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ: «فَاتَّبَعَ» بِوَصْلِ الْأَلِفِ، -[373]- وَتَشْدِيدِ التَّاءِ، لِأَنَّ ذَلِكَ خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَنْ مَسِيرِ ذِي الْقَرْنَيْنِ فِي الْأَرْضِ الَّتِي مُكِّنَ لَهُ فِيهَا، لَا عَنْ لِحَاقِهِ السَّبَبَ، وَبِذَلِكَ جَاءَ تَأْوِيلُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015