القول في تأويل قوله تعالى: إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون يقول تعالى ذكره: إن الله يا محمد مع الذين اتقوا الله في محارمه فاجتنبوها، وخافوا عقابه عليها، فأحجموا عن التقدم عليها والذين هم محسنون يقول: وهو مع الذين يحسنون رعاية فرائضه والقيام

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {إِنَّ اللَّهَ} [البقرة: 20] يَا مُحَمَّدُ {مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوُا} [النحل: 128] اللَّهَ فِي مَحَارِمِهِ فَاجْتَنِبُوهَا، وَخَافُوا عِقَابَهُ عَلَيْهَا، فَأَحْجَمُوا عَنِ التَّقَدُّمِ عَلَيْهَا {وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128] يَقُولُ: وَهُوَ مَعَ الَّذِينَ يُحْسِنُونَ رِعَايَةَ فَرَائِضِهِ وَالْقِيَامِ بِحُقُوقِهِ وَلُزُومِ طَاعَتِهِ فِيمَا أَمَرَهُمْ بِهِ وَنَهَاهُمْ عَنْهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015