القول في تأويل قوله تعالى: ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه، فأخذهم العذاب وهم ظالمون يقول تعالى ذكره: ولقد جاء أهل هذه القرية التي وصف الله صفتها في هذه الآية التي قبل هذه الآية رسول منهم يقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم، يقول: من أنفسهم يعرفونه

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ، فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [النحل: 113] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَقَدْ جَاءَ أَهْلُ هَذِهِ الْقَرْيَةَ الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ صِفَتَهَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ الَّتِي قَبْلَ هَذِهِ الْآيَةِ {رَسُولٌ مِنْهُمْ} [النحل: 113] يَقُولُ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ، يَقُولُ: مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَعْرِفُونَهُ وَيَعْرِفُونَ نَسَبَهُ وَصِدْقَ لَهْجَتِهِ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ {فَكَذَّبُوهُ} [الأعراف: 64] وَلَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ مَا جَاءَهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. {فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ} [النحل: 113] وَذَلِكَ لِبَاسُ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ مَكَانُ الْأَمْنِ وَالطُّمَأْنِينَةِ وَالرِّزْقِ الْوَاسِعِ -[387]- الَّذِي كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُرْزَقُونَهُ، وَقَتْلٌ بِالسَّيْفِ {وَهُمْ ظَالِمُونَ} [النحل: 113] يَقُولُ: وَهُمْ مُشْرِكُونَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قُتِلَ عُظَمَاؤُهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ بِالسَّيْفِ عَلَى الشِّرْكِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015