وقوله: وأنهارا يقول: وجعل فيها أنهارا، فعطف بالأنهار على الرواسي، وأعمل فيها ما أعمل في الرواسي، إذ كان مفهوما معنى الكلام والمراد منه، وذلك نظير قول الراجز: تسمع في أجوافهن صورا وفي اليدين حشة وبورا والحشة: اليبس، فعطف بالحشة على الصوت، والحشة

وَقَوْلُهُ: {وَأَنْهَارًا} [الرعد: 3] يَقُولُ: وَجَعَلَ فِيهَا أَنْهَارًا، فَعَطَفَ بِالْأَنْهَارِ عَلَى الرَّوَاسِي، وَأَعْمَلَ فِيهَا مَا أَعْمَلَ فِي الرَّوَاسِي، إِذْ كَانَ مَفْهُومًا مَعْنَى الْكَلَامِ وَالْمُرَادُ مِنْهُ، وَذَلِكَ نَظِيرُ قَوْلِ الرَّاجِزِ:

[البحر الرجز]

تَسْمَعُ فِي أَجْوَافِهِنَّ صَوْرَا ... وَفِي الْيَدَيْنِ حَشَّةً وَبَوْرَا

وَالْحَشَّةُ: الْيُبْسُ، فَعَطَفَ بِالْحَشَّةِ عَلَى الصَّوْتِ، وَالْحَشَّةُ لَا تُسْمَعُ، إِذْ كَانَ مَفْهُومًا الْمُرَادُ مِنْهُ وَأَنَّ مَعْنَاهُ وَتَرَى فِي الْيَدَيْنِ حَشَّةً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015