حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ: {وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ} [النحل: 14] قَالَ: «مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً بِرِيحٍ وَاحِدَةٍ» وَالْمَخْرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: صَوْتُ هُبُوبِ الرِّيحِ إِذَا اشْتَدَّ هُبُوبُهَا، وَهُوَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: صَوْتُ جَرْيِ السَّفِينَةِ بِالرِّيحِ إِذَا عَصَفَتْ وَشَقَّهَا الْمَاءُ حِينَئِذٍ بِصَدْرِهَا، يُقَالُ مِنْهُ: مَخْرَتِ السَّفِينَةُ تَمْخُرُ مَخْرًا وَمُخُورًا، وَهِيَ مَاخِرَةٌ، وَيُقَالُ: امْتَخَرْتَ الرِّيحَ وَتَمَخَّرْتَهَا: إِذَا نَظَرْتَ مِنْ أَيْنَ هُبُوبُهَا وَتَسَمَّعْتَ صَوْتَ هُبُوبِهَا، وَمِنْهُ قَوْلُ وَاصِلٍ مَوْلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ الْبَوْلَ فَلْيَتَمَخَّرِ الرِّيحَ، يُرِيدُ بِذَلِكَ: لَيَنْظُرُ مِنْ أَيْنَ مَجْرَاهَا وَهُبُوبُهَا لِيَسْتَدْبِرَهَا فَلَا تُرْجِعُ عَلَيْهِ الْبَوْلَ وَتَرُدُّهُ عَلَيْهِ