حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95] قَالَ: " كَانَ الْمُسْتَهْزِئُونَ: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَالْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ، وَأَبُو زَمْعَةَ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَيْطَلَةَ، -[148]- فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ، فَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى رَأْسِ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: «مَا صَنَعْتَ شَيْئًا» ، قَالَ: كُفِيتَ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى أَخْمَصِ الْعَاصِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا صَنَعْتَ شَيْئًا» فَقَالَ: كُفِيتَ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِ أَبِي زَمْعَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا صَنَعْتَ شَيْئًا» ، قَالَ: كُفِيتَ، وَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى رَأْسِ الْأَسْوَدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْ لِي خَالِي» فَقَالَ: كُفِيتَ، وَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى بَطْنِ الْحَارِثِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا صَنَعْتَ شَيْئًا» فَقَالَ: كُفِيتَ، قَالَ: فَمَرَّ الْوَلِيدُ عَلَى قَيْنٍ لِخُزَاعَةَ وَهُوَ يَجُرُّ ثِيَابَهُ، فَتَعَلَّقَتْ بِثَوْبِهِ بَرْوَةٌ أَوْ شَرَرَةٌ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ نِسَاءٌ، فَجَعَلَ يَسْتَحِي أَنْ يَطَأَ مَنْ يَنْتَزِعُهَا، وَجَعَلَتْ تَضْرِبُ سَاقَهُ فَخَدَشَتْهُ، فَلَمْ يَزَلْ مَرِيضًا حَتَّى مَاتَ. وَرَكِبَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ بَغْلَةً لَهُ بَيْضَاءَ إِلَى حَاجَةٍ لَهُ بِأَسْفَلَ مَكَّةَ، فَذَهَبَ يَنْزِلُ، فَوَضَعَ أَخْمَصَ قَدَمِهِ عَلَى شِبْرِقَةٍ فَحَكَّتْ رِجْلَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَحُكَّهَا حَتَّى مَاتَ. وَعَمِيَ أَبُو زَمْعَةَ، وَأَخَذَتِ الْأَكَلَةُ فِي رَأْسِ الْأَسْوَدِ، وَأَخَذَ الْحَارِثَ الْمَاءُ فِي بَطْنِهِ "