القول في تأويل قوله تعالى: وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم يقول تعالى ذكره: وما أهلكنا يا محمد من أهل قرية من أهل القرى التي أهلكنا أهلها فيما مضى إلا ولها كتاب معلوم يقول: إلا ولها أجل مؤقت ومدة معروفة، لا نهلكهم حتى يبلغوها، فإذا بلغوها

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} [الحجر: 4] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَمَا أَهْلَكْنَا} [الحجر: 4] يَا مُحَمَّدُ {مِنْ} [البقرة: 4] أَهْلِ {قَرْيَةٍ} [البقرة: 259] مِنْ أَهْلِ الْقُرَى الَّتِي أَهْلَكْنَا أَهْلَهَا فِيمَا مَضَى {إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} [الحجر: 4] يَقُولُ: إِلَّا وَلَهَا أَجَلٌ مُؤَقَّتٌ وَمُدَّةٌ مَعْرُوفَةٌ، لَا نُهْلِكُهُمْ حَتَّى يَبْلُغُوهَا، فَإِذَا بَلَغُوهَا أَهْلَكْنَاهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَكَذَلِكَ أَهْلُ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَنْتَ مِنْهَا وَهِيَ مَكَّةُ، لَا نُهْلِكَ مُشْرِكِي أَهْلِهَا إِلَّا بَعْدَ بُلُوغِ كِتَابِهِمْ أَجَلَهُ، لِأَنَّ مِنْ قَضَائِي أَنْ لَا أَهْلِكَ أَهْلَ قَرْيَةٍ إِلَّا بَعْدَ بُلُوغِ كِتَابِهِمْ أَجَلَهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015