القول في تأويل قوله تعالى: الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم، وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره، وسخر لكم الأنهار يقول تعالى ذكره: الله الذي أنشأ السموات والأرض من غير شيء أيها الناس، وأنزل من السماء

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ، وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ، وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: اللَّهُ الَّذِي أَنْشَأَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَيُّهَا النَّاسُ، وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ غَيْثًا أَحْيَا بِهِ الشَّجَرَ وَالزَّرْعَ، فَأَثْمَرَتْ رِزْقًا لَكُمْ تَأْكُلُونَهُ، {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ} [إبراهيم: 32] وَهِيَ السُّفُنُ {لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ} [إبراهيم: 32] لَكُمْ تَرْكَبُونَهَا، وَتَحْمِلُونَ فِيهَا أَمْتِعَتَكُمْ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ} [إبراهيم: 32] مَاؤُهَا شَرَابٌ لَكُمْ، يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: الَّذِي يَسْتَحِقُّ عَلَيْكُمُ الْعِبَادَةَ وَإِخْلَاصَ الطَّاعَةِ لَهُ، مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ، لَا مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى ضَرٍّ وَلَا نَفْعٍ لِنَفْسِهِ وَلَا لِغَيْرِهِ مِنْ أَوْثَانِكُمْ أَيُّهَا الْمُشْرِكُونَ وَآلِهَتِكُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015