القول في تأويل قوله تعالى: وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها بإذن ربهم، تحيتهم فيها سلام. ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ويضرب الله

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ، تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [إبراهيم: 24] يَقُولُ عَزَّ ذِكْرُهُ: وَأُدْخِلَ الَّذِينَ صَدَقُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَقَرُّوا بِوَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ وَبِرِسَالَةِ رُسُلِهِ وَأَنَّ مَا جَاءَتْ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ حَقٌّ، {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [البقرة: 25] يَقُولُ: وَعَمِلُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ فَانْتَهُوا إِلَى أَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ، {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [البقرة: 25] بَسَاتِينَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، {خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [إبراهيم: 23] يَقُولُ: ادْخُلُوهَا بِأَمْرِ اللَّهِ لَهُمْ بِالدُّخُولِ {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} [إبراهيم: 23] وَذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، كَمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015