قوله: لو هدانا الله لهديناكم يقول عز ذكره: قالت القادة على الكفر بالله لتباعها: لو هدانا الله يعنون: لو بين لنا شيئا ندفع به عذابه عنا اليوم، لهديناكم لبينا ذلك لكم حتى تدفعوا العذاب عن أنفسكم، ولكنا قد جزعنا من العذاب، فلم ينفعنا جزعنا منه وصبرنا

قَوْلُهُ: {لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ} [إبراهيم: 21] يَقُولُ عَزَّ ذِكْرُهُ: قَالَتِ الْقَادَةُ عَلَى الْكُفْرِ بِاللَّهِ لِتُبَّاعِهَا: {لَوْ هَدَانَا اللَّهُ} [إبراهيم: 21] يَعْنُونَ: لَوْ بَيَّنَ لَنَا شَيْئًا نَدْفَعُ بِهِ عَذَابَهُ عَنَّا الْيَوْمَ، {لَهَدَيْنَاكُمْ} [إبراهيم: 21] لَبَيَّنَّا ذَلِكَ لَكُمْ حَتَّى تَدْفَعُوا الْعَذَابَ عَنْ أَنْفُسِكُمْ، وَلَكِنَّا قَدْ جَزَعْنَا مِنَ الْعَذَابِ، فَلَمْ يَنْفَعْنَا جَزَعُنَا مِنْهُ وَصَبْرُنَا عَلَيْهِ، {سَوَاءٌ عَلَيْنَا -[627]- أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصِ} [إبراهيم: 21] يَعْنُونَ: مَا لَهُمْ مِنْ مَزَاغٍ يَزُوغُونَ عَنْهُ، يُقَالُ مِنْهُ: حَاصَ عَنْ كَذَا إِذَا زَاغَ عَنْهُ يَحِيصُ حَيْصًا وَحُيُوصًا وَحَيَصَانًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015