القول في تأويل قوله تعالى: من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد. يتجرعه ولا يكاد يسيغه، ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت، ومن ورائه عذاب غليظ يقول عز ذكره: من ورائه من أمام كل جبار جهنم يردونها ووراء في هذا الموضع: يعني أمام، كما يقال: إن الموت من

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ. يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ، وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ، وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [إبراهيم: 17] يَقُولُ عَزَّ ذِكْرُهُ: {مِنْ وَرَائِهِ} [إبراهيم: 16] مِنْ أَمَامِ كُلِّ جَبَّارٍ {جَهَنَّمُ} [البقرة: 206] يَرِدُونَهَا وَوَرَاءَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: يَعْنِي أَمَامَ، كَمَا يُقَالُ: إِنَّ الْمَوْتَ مِنْ وَرَائِكَ: أَيْ قُدَّامِكَ، وَكَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

[البحر الوافر]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015