القول في تأويل قوله تعالى: الر. كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد قال أبو جعفر الطبري: قد تقدم منا البيان عن معنى قوله: الر فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، أما قوله: كتاب أنزلناه إليك فإن

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {الر. كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم: 1] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ: قَدْ تَقَدَّمَ مِنَّا الْبَيَانُ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ: {الر} [يونس: 1] فِيمَا مَضَى بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، أَمَّا قَوْلُهُ: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ} [إبراهيم: 1] فَإِنَّ مَعْنَاهُ: هَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، يَعْنِي الْقُرْآنَ {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [إبراهيم: 1] يَقُولُ: لِتَهْدِيهِمْ بِهِ مِنْ ظُلُمَاتِ الضَّلَالَةِ وَالْكُفْرِ إِلَى نُورِ الْإِيمَانِ وَضِيَائِهِ، وَتُبَصِّرُ بِهِ أَهْلَ الْجَهْلِ وَالْعَمَى سُبُلَ الرَّشَادِ وَالْهُدَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015