الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَاللَّهُ عَالِمُ مَا غَابَ عَنْكُمْ وَعَنْ أَبْصَارِكُمْ فَلَمْ تَرَوْهُ وَمَا شَاهَدْتُمُوهُ، فَعَايَنْتُمْ بِأَبْصَارِكُمْ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ لِأَنَّهُمْ خَلْقُهُ وَتَدْبِيرُهُ، الْكَبِيرُ الَّذِي كُلُّ شَيْءٍ دُونَهُ، الْمُتَعَالِ الْمُسْتَعْلِي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِقُدْرَتِهِ، وَهُوَ الْمُتَفَاعِلُ مِنَ الْعُلُوِّ مِثْلُ الْمُتَقَارِبِ مِنَ الْقُرْبِ، وَالْمُتَدَانِي مِنَ الدُّنُوِّ