حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: {رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} قَالَ: «مَا يُدْرِيكَ، لَعَلَّهَا بِعَمَدٍ لَا تَرَوْنَهَا؟» . وَمَنْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، قَصَدَ مَذْهَبَ تَقْدِيمِ الْعَرَبِ الْجَحْدَ مِنْ آخِرِ الْكَلَامِ إِلَى أَوَّلِهِ، كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
[البحر المنسرح]
وَلَا أُرَاهَا تَزَالُ ظَالِمَةً ... تُحْدِثُ لِي نَكْبَةً وَتَنْكَؤُهَا
يُرِيدُ: أُرَاهَا لَا تَزَالُ ظَالِمَةً، فَقَدَّمَ الْجَحْدَ عَنْ مَوْضِعِهِ مِنْ تَزَالُ، وَكَمَا قَالَ الْآخَرُ:
[البحر الطويل]
إِذَا أَعْجَبَتْكَ الدَّهْرَ حَالٌ مِنِ امْرِئٍ ... فَدَعْهُ وَوَاكِلْ حَالَهُ وَاللَّيَالِيَا
يَجِئْنَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ صَالِحٍ بِهِ ... وَإِنْ كَانَ فِيمَا لَا تَرَى النَّاسُ آلِيَا
يَعْنِي: وَإِنْ كَانَ فِيمَا يَرَى النَّاسُ لَا يَأْلُو وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هِيَ مَرْفُوعَةٌ بِغَيْرِ عَمَدٍ