الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} يَقُولُ جَلَّ وَعَزَّ: وَكَمْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ للَّهِ، وَعِبْرَةٍ وَحُجَّةٍ، وَذَلِكَ كَالشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، وَالنُّجُومِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ السَّمَوَاتِ، وَكَالْجِبَالِ، وَالْبِحَارِ، وَالنَّبَاتِ، وَالْأَشْجَارِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ الْأَرْضِ، {يَمُرُّونَ عَلَيْهَا} [يوسف: 105] يَقُولُ: يُعَايِنُونَهَا فَيَمُرُّونَ بِهَا مُعْرِضِينَ عَنْهَا، لَا يَعْتَبِرُونَ بِهَا، وَلَا -[372]- يُفَكِّرُونَ فِيهَا، وَفِيمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنْ تَوْحِيدِ رَبِّهَا، وَأَنَّ الْأُلُوهِيَّةَ لَا تَبْتَغِي إِلَّا لِلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الَّذِي خَلَقَهَا وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَدَبَّرَهَا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ