الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ، وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ، فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْأَخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ يُوسُفُ بَعْدَ مَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَبَوَيْهِ وَإِخْوَتَهُ، وَبَسَطَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا مَا بَسَطَ مِنَ الْكَرَامَةِ، وَمَكَّنَهُ فِي الْأَرْضِ، مُتَشَوِّقًا إِلَى لِقَاءِ آبَائِهِ الصَّالِحِينَ: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ} [يوسف: 101] يَعْنِي: مِنْ مُلْكِ مِصْرَ، {وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 101] يَعْنِي مِنْ عِبَارَةِ الرُّؤْيَا، تَعْدِيدًا لِنِعَمِ اللَّهِ وَشُكْرًا لَهُ عَلَيْهَا {فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ} يَقُولُ: يَا فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، يَا خَالِقَهَا وَبَارِئَهَا، {أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [يوسف: 101] يَقُولُ: أَنْتَ وَلِيِّي فِي دُنْيَايَ عَلَى مَنْ عَادَانِي