القول في تأويل قوله تعالى: ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين يعني بقوله: ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب هذا الفعل الذي فعلته من ردي رسول الملك إليه، وتركي إجابته والخروج إليه، ومسألتي إياه أن يسأل النسوة اللاتي قطعن أيديهن، عن

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيَدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: 52] يَعْنِي بِقَوْلِهِ: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} [يوسف: 52] هَذَا الْفِعْلُ الَّذِي فَعَلْتُهُ مِنْ رَدِّي رَسُولَ الْمَلِكِ إِلَيْهِ، وَتَرْكِي إِجَابَتَهُ وَالْخُرُوجَ إِلَيْهِ، وَمَسْأَلَتِي إِيَّاهُ أَنْ يَسْأَلَ النِّسْوَةَ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ، عَنْ شَأْنِهِنَّ إِذْ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ، إِنَّمَا فَعَلْتُهُ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ فِي زَوْجَتِهِ بِالْغَيْبِ: يَقُولُ: لَمْ أَرْكَبْ مِنْهَا فَاحِشَةً فِي حَالِ غَيْبَتِهِ عَنِّي. وَإِذَا لَمْ يَرْكَبْ ذَلِكَ بِمَغِيبِهِ، فَهُوَ فِي حَالِ مَشْهَدِهِ إِيَّاهُ أَحْرَى أَنْ يَكُونَ بَعِيدًا عَنْ رُكُوبِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015