القول في تأويل قوله تعالى: لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين يقول تعالى ذكره: لقد كان في يوسف وإخوته الأحد عشر آيات يعني عبر، وذكر للسائلين يعني السائلين عن أخبارهم وقصصهم. وإنما أراد جل ثناؤه بذلك نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه يقال:

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [يوسف: 7] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ} [يوسف: 7] الْأَحَدَ عَشَرَ {آيَاتٌ} [البقرة: 99] يَعْنِي عِبَرَ، وَذَكَرَ {لِلسَّائِلِينَ} [يوسف: 7] يَعْنِي السَّائِلِينَ عَنْ أَخْبَارِهِمْ وَقَصَصَهِمْ. وَإِنَّمَا أَرَادَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِذَلِكَ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يُقَالُ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّمَا أَنْزَلَ هَذِهِ السُّورَةَ عَلَى نَبِيِّهِ يُعْلِمُهُ فِيهَا مَا لَقِيَ يُوسُفُ مِنْ إِخْوَتِهِ، وَإِذَايَتَهُ مِنَ الْحَسَدِ، مَعَ تَكْرِمَةِ اللَّهِ إِيَّاهُ، تَسْلِيَةً لَهُ بِذَلِكَ مِمَّا يَلْقَى مِنْ إِذَايَتِهِ وَأَقَارِبِهِ مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ كَذَلِكَ كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015