وقوله: ولا يزالون مختلفين يقول تعالى ذكره: ولا يزال الناس مختلفين، إلا من رحم ربك ثم اختلف أهل التأويل في الاختلاف الذي وصف الله الناس أنهم لا يزالون به، فقال بعضهم: هو الاختلاف في الأديان. فتأويل ذلك على مذهب هؤلاء ولا يزال الناس مختلفين على أديان

وَقَوْلُهُ: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: 118] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَا يَزَالُ النَّاسُ مُخْتَلِفِينَ، {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: 119] ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الِاخْتِلَافِ الَّذِي وَصَفَ اللَّهُ النَّاسَ أَنَّهُمْ لَا يَزَالُونَ بِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الِاخْتِلَافُ فِي الْأَدْيَانِ. فَتَأْوِيلُ ذَلِكَ عَلَى مَذْهَبِ هَؤُلَاءِ وَلَا يَزَالُ النَّاسُ مُخْتَلِفِينَ عَلَى أَدْيَانٍ شَتَّى مِنْ بَيْنِ يَهُودِيٍّ وَنَصْرَانِيٍّ وَمَجُوسِيٍّ، وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَقَالَ قَائِلُو هَذِهِ الْمَقَالَةِ: اسْتَثْنَى اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ مَنْ رَحِمَهُمْ، وَهُمْ أَهْلُ الْإِيمَانِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015