القول في تأويل قوله تعالى: وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته جماعة من قراء أهل المدينة والكوفة: وإن مشددة كلا لما مشددة. واختلفت أهل العربية في معنى ذلك، فقال بعض نحويي الكوفيين: معناه إذا قرئ

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [هود: 111] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ: {وَإِنَّ} [البقرة: 23] مُشَدَّدَةً {كُلًّا لَمَّا} [هود: 111] مُشَدَّدَةً. وَاخْتَلَفَتْ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفِيِّينَ: مَعْنَاهُ إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ وَإِنَّ كُلًّا لَمِمَّا لِيُوَفِّيهِمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ، وَلَكِنْ لَمَّا اجْتَمَعَتِ الْمِيمَاتُ حُذِفَتْ وَاحِدَةٌ فَبَقِيَتْ ثِنْتَانِ، فَأُدْغِمَتْ وَاحِدَةٌ فِي الْأُخْرَى، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

[البحر الطويل]

وَإِنِّيَ لَمَّا أُصْدِرُ الْأَمْرَ وَجْهَهُ ... إِذَا هُوَ أَعْيَا بِالنَّبِيلِ مَصَادِرُهُ

ثُمَّ تُخَفَّفُ، كَمَا قَرَأَ بَعْضُ الْقُرَّاءِ: «وَالْبَغْي يَّعِظُكُمْ» يُخَفِّفُ الْيَاءَ مَعَ الْيَاءِ، وَذُكِرَ أَنَّ الْكَسَائِيَّ أَنْشَدَهُ:

[البحر الكامل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015