القول في تأويل قوله تعالى: ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: هذا القصص الذي ذكرناه لك في هذه السورة، والنبأ الذي أنبأناكه فيها من أخبار القرى التي أهلكنا أهلها بكفرهم بالله، وتكذيبهم رسله،

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ} [هود: 100] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا الْقَصَصُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لَكَ فِي هَذِهِ -[567]- السُّورَةِ، وَالنَّبَأُ الَّذِي أَنْبَأَنَاكَهُ فِيهَا مِنْ أَخْبَارِ الْقُرَى الَّتِي أَهْلَكْنَا أَهْلَهَا بِكُفْرِهِمْ بِاللَّهِ، وَتَكْذِيبِهِمْ رُسُلَهُ، نَقُصُّهُ عَلَيْكَ فَنُخْبِرُكَ بِهِ. {مِنْهَا قَائِمٌ} [هود: 100] يَقُولُ: مِنْهَا بُنْيَانُهُ بَائِدٌ بِأَهْلِهِ هَالِكٌ وَمِنْهَا قَائِمٌ بُنْيَانُهُ عَامِرٌ، وَمِنْهَا حَصِيدٌ بُنْيَانُهُ خَرَابٌ مُتَدَاعٍ، قَدْ تَعَفَّى أَثَرُهُ دَارِسٌ، مِنْ قَوْلِهِمْ: زَرْعٌ حَصِيدٌ: إِذَا كَانَ قَدِ اسْتُؤْصِلَ قَطْعُهُ، وَإِنَّمَا هُوَ مَحْصُودٌ، وَلَكِنَّهُ صُرِفَ إِلَى فَعِيلٍ كَمَا قَدْ بَيْنَا فِي نَظَائِرِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015