القول في تأويل قوله تعالى: كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود يقول تعالى ذكره: كأن لم يعش قوم شعيب الذين أهلكهم الله بعذابه حين أصبحوا جاثمين في ديارهم قبل ذلك. ولم يغنوا، من قولهم: غنيت بمكان كذا: إذا أقمت به، ومنه قول النابغة: غنيت

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَأَنَّ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} [هود: 95] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: كَأَنْ لَمْ يَعِشْ قَوْمُ شُعَيْبٍ الَّذِينَ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ بِعَذَابِهِ حِينَ أَصْبَحُوا جَاثِمِينَ فِي دِيَارِهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ. وَلَمْ يَغْنَوْا، مِنْ قَوْلِهِمْ: غَنَيْتُ بِمَكَانِ كَذَا: إِذَا أَقَمْتَ بِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:

[البحر الكامل]

غَنِيَتْ بِذَلِكَ إِذْ هُمُ لِي جِيرَةٌ ... مِنْهَا بِعَطْفِ رِسَالَةٍ وَتَوَدُّدِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015