الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} [هود: 86] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ} [هود: 86] مَا أَبْقَاهُ اللَّهُ لَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَفُّوا النَّاسَ حُقُوقَهُمْ بِالْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ بِالْقِسْطِ، فَأَحَلَّهُ لَكُمْ، خَيْرٌ لَكُمْ مِنَ الَّذِي يَبْقَى لَكُمْ بِبِخْسِكُمُ النَّاسَ مِنْ حُقُوقِهِمْ بِالْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ، {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 91] يَقُولُ: إِنْ كُنْتُمْ مُصَدِّقِينَ بُوعِدِ اللَّهِ وَوَعِيدِهِ وَحَلَالِهِ وَحَرَامِهِ. وَهَذَا -[542]- قَوْلٌ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ غَيْرِ مُرْتَضَى عِنْدَ أَهْلِ النَّقْلِ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: طَاعَةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: