القول في تأويل قوله تعالى: وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين يقول تعالى ذكره: الله الذي إليه مرجعكم أيها الناس جميعا وهو الذي خلق

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: اللَّهُ الَّذِي إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ جَمِيعًا {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} يَقُولُ: أَفَيَعْجَزُ مَنْ خَلَقَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَنْ يُعِيدَكُمْ أَحْيَاءً بَعْدَ أَنْ يُمِيتُكُمْ؟ وَقِيلَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ فِي الْأَيَّامِ السِّتَّةِ، فَاجْتَزَّى فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِذِكْرِ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْ ذِكْرِ خَلْقِ مَا فِيهِنَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015