وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ فِي مَوْضِعِ جَزْمٌ عَلَى الدُّعَاءِ، بِمَعْنَى: فَلَا آمَنُوا. وَإِنَّمَا اخْتَرْتُ ذَلِكَ لِأَنَّ مَا قَبْلَهُ دُعَاءً، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [يونس: 88] فَإِلْحَاقُ قَوْلِهِ: {فَلَا يُؤْمِنُوا} [يونس: 88] إِذْ كَانَ فِي سِيَاقِ ذَلِكَ بِمَعْنَاهُ أَشْبَهُ وَأَوْلَى. وَأَمَّا قَوْلُهُ: {حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 88] فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: مَعْنَاهُ: حَتَّى يَرَوُا الْغَرَقَ. وَقَدْ ذَكَرْنَا الرِّوَايَةَ عَنْهُ بِذَلِكَ مِنْ بَعْضِ وجُوهِهَا فِيمَا مَضَى