القول في تأويل قوله تعالى: الذين آمنوا وكانوا يتقون يقول تعالى ذكره: الذين صدقوا الله ورسوله، وما جاء به من عند الله، وكانوا يتقون الله بأداء فرائضه واجتناب معاصيه. وقوله: الذين آمنوا من نعت الأولياء. ومعنى الكلام: ألا إن أولياء الله الذين آمنوا

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 63] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: الَّذِينَ صَدَقُوا الِلَّهَ وَرَسُولَهُ، وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَكَانُوا يَتَّقُونَ اللَّهَ بِأَدَاءِ فَرَائِضِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ. وَقَوْلُهُ: {الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 14] مِنْ نَعْتِ الْأَوْلِيَاءِ. وَمَعْنَى الْكَلَامِ: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَإِذْ كَانَ مَعْنَى الْكَلَامِ مَا ذَكَرْتَ عِنْدَكَ أَفِي مَوْضِعِ رَفْعٍ «الَّذِينَ آمَنُوا» أَمْ فِي مَوْضِعِ نَصَبٍ؟ قِيلَ: فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِكَ وَإِنْ كَانَ مِنْ نَعْتِ الْأَوْلِيَاءِ لِمَجِيئِهِ بَعْدَ خَبَرِ الْأَوْلِيَاءِ، وَالْعَرَبُ كَذَلِكَ تَفْعَلُ خَاصَّةً فِي «إِنَّ» ، إِذَا جَاءَ نَعْتُ الِاسْمِ الَّذِي عَمِلَتْ فِيهِ بَعْدَ تَمَامِ خَبَرِهِ رَفَعُوهُ، فَقَالُوا. إِنَّ أَخَاكَ قَائِمٌ الظَّرِيفُ، كَمَا قَالَ اللَّهُ: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَامُ الْغُيُوبِ} [سبأ: 48] وَكَمَا قَالَ: {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015