الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَلَا إِنَّ أَنْصَارَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ عِقَابِ اللَّهِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ رَضِيَ عَنْهُمْ فَآمَنَهُمْ مِنْ عِقَابِهِ، وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا. وَالْأَوْلِيَاءُ جَمْعُ وَلِيٍّ، وَهُوَ النَّصِيرُ. وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ بِشَوَاهِدِهِ -[209]- وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِيمَنْ يَسْتَحِقُّ هَذَا الِاسْمُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُمْ قَوْمٌ يُذْكَرُ اللَّهُ لِرُؤْيَتِهِمْ لِمَا عَلَيْهِمْ مِنْ سِيَمَا الْخَيْرِ وَالْإِخْبَاتِ. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ