القول في تأويل قوله تعالى: أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون يقول تعالى ذكره: أهنالك إذا وقع عذاب الله بكم أيها المشركون آمنتم به، يقول: صدقتم به في حال لا ينفعكم فيها التصديق، وقيل لكم حينئذ: آلآن تصدقون به، وقد كنتم قبل الآن به

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} [يونس: 51] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَهُنَالِكَ إِذَا وَقَعَ عَذَابُ اللَّهِ بِكُمْ أَيُّهَا الْمُشْرِكُونَ آمَنْتُمْ بِهِ، يَقُولُ: صَدَّقْتُمْ بِهِ فِي حَالِ لَا يَنْفَعُكُمْ فِيهَا التَّصْدِيقُ، وَقِيلَ لَكَمْ حِينَئِذٍ: آلْآنَ تُصَدِّقُونَ بِهِ، وَقَدْ كُنْتُمْ قَبْلَ الْآنَ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ، وَأَنْتُمْ بِنُزُولِهِ مُكَذِّبُونَ فَذُوقُوا الْآنَ مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ. -[191]- وَمَعْنَى قَوْلِهِ: {أَثُمَّ} [يونس: 51] فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: أَهُنَالِكَ وَلَيْسَتْ «ثُمَّ» هَذِهِ هَاهُنَا الَّتِي تَأْتِي بِمَعْنَى الْعَطْفِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015