الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ} [يونس: 40] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمِنْ قَوْمِكَ يَا مُحَمَّدُ مِنْ قُرَيْشٍ مَنْ سَوْفَ يُؤْمِنُ بِهِ، يَقُولُ: مَنْ سَوْفَ يُصَدِّقُ بِالْقُرْآنِ، وَيَقِرُّ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. {وَمِنْهُمْ مَنْ لَا -[185]- يُؤْمِنُ بِهِ} [يونس: 40] أبدًا، يَقُولُ: وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُصَدِّقُ بِهِ، وَلَا يَقِرُّ أَبَدًا. {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ} [يونس: 40] يَقُولُ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالْمُكَذِّبِينَ بِهِ مِنْهُمْ، الَّذِينَ لَا يُصَدِّقُونَ بِهِ أَبَدًا مِنْ كُلِّ أَحَدٍ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنْ وَرَاءِ عِقَابِهِ. فَأَمَّا مَنْ كَتَبْتُ لَهُ أَنْ يُؤْمِنَ بِهِ مِنْهُمْ فَإِنِّي سَأَتُوبُ عَلَيْهِ