القول في تأويل قوله تعالى: قال الكافرون إن هذا لساحر مبين اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء أهل المدينة والبصرة: إن هذا لسحر مبين بمعنى: إن هذا الذي جئتنا به، يعنون القرآن " لسحر مبين " وقرأ ذلك مسروق وسعيد بن جبير وجماعة من قراء الكوفيين

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ} [يونس: 2] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ: {إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ} [يونس: 76] بِمَعْنَى: إِنَّ هَذَا الَّذِي جِئْتَنَا بِهِ، يَعْنُونَ الْقُرْآنَ «لَسِحْرٌ مُبِينٌ» وَقَرَأَ ذَلِكَ مَسْرُوقٌ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَجَمَاعَةٌ مِنْ قُرَّاءِ الْكُوفِيِّينَ: «إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ» وَقَدْ بَيَّنْتُ فِيمَا مَضَى مِنْ نَظَائِرِ ذَلِكَ أَنَّ كُلَّ مَوْصُوفٍ بِصِفَةٍ نَزَلَ الْمَوْصُوفُ عَلَى صِفَتِهِ، وَصِفَتُهُ عَلَيْهِ، فَالْقَارِئُ مُخَيَّرٌ فِي الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ؛ وَذَلِكَ نَظِيرُ هَذَا الْحَرْفُ: {قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ} [يونس: 2] وَ «لَسِحْرٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015