القول في تأويل قوله تعالى: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم يقول تعالى ذكره للعرب: لقد جاءكم أيها القوم رسول الله إليكم من أنفسكم تعرفونه لا من غيركم، فتتهموه على أنفسكم في النصيحة لكم. عزيز عليه ما عنتم أي

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِلْعَرَبِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ} [التوبة: 128] أَيُّهَا الْقَوْمُ {رَسُولٌ} [البقرة: 87] اللَّهِ إِلَيْكُمْ {مِنْ -[97]- أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] تَعْرِفُونَهُ لَا مِنْ غَيْرِكُمْ، فَتَتَّهِمُوهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي النَّصِيحَةِ لَكَمْ. {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128] أَيْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ عَنَتُكُمْ، وَهُوَ دُخُولُ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمْ وَالْمَكْرُوهِ وَالْأَذَى. {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} [التوبة: 128] يَقُولُ: حَرِيصٌ عَلَى هُدًى ضُلَّالِكُمْ وَتَوْبَتِهِمْ وَرُجُوعِهِمْ إِلَى الْحَقِّ {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ} : أي رفيق {رَّحِيمٌ} [البقرة: 143] وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015