القول في تأويل قوله تعالى: وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون يقول تعالى ذكره: وإذا أنزل الله سورة من سور القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فمن هؤلاء المنافقين الذين ذكرهم الله في

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة: 124] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذَا أَنْزَلَ اللَّهُ سُورَةً مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمِنْ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ مَنْ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ السُّورَةُ إِيمَانًا؟ يَقُولُ تَصْدِيقًا بِاللَّهِ وَبِآيَاتِهِ. يَقُولُ اللَّهُ: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ ذَلِكَ، فَزَادَتْهُمُ السُّورَةُ الَّتِي أُنْزِلَتْ إِيمَانًا وَهُمْ يَفْرَحُونَ بِمَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: أَوَلَيْسَ الْإِيمَانُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ التَّصْدِيقُ وَالْإِقْرَارُ؟ قِيلَ: بَلَى. فَإِنْ قِيلَ: فَكَيْفَ زَادَتْهُمُ السُّورَةُ تَصْدِيقًا وَإِقْرَارًا؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015