القول في تأويل قوله تعالى: لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم يقول تعالى ذكره: لا يزال بنيان هؤلاء الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا ريبة يقول: لا يزال مسجدهم الذي بنوه ريبة في قلوبهم، يعني شكا ونفاقا في قلوبهم،

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 110] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَا يَزَالُ بُنْيَانُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا {رِيبَةً} [التوبة: 110] يَقُولُ: لَا يَزَالُ مَسْجِدُهُمُ الَّذِي بَنَوْهُ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ، يَعْنِي شَكًّا وَنِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ، يَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي بِنَائِهِ مُحْسِنِينَ. {إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} [التوبة: 110] يَعْنِي إِلَّا أَنْ تَتَصَدَّعَ قُلُوبُهُمْ فَيَمُوتُوا، وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ بَنَوْا مَسْجِدَ الضِّرَارِ مِنْ شَكِّهِمْ فِي دِينِهِمْ وَمَا قَصَدُوا فِي بِنَائِهِمْ وَأَرَادُوهُ وَمَا إِلَيْهِ صَائِرٌ أَمْرُهُمْ فِي الْآخَرِ وَفِي الْحَيَاةِ مَا عَاشُوا، وَبِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ وَأَمْرِ غَيْرِهِمْ، حَكِيمٌ فِي تَدْبِيرِهِ إِيَّاهُمْ وَتَدْبِيرِ جَمِيعَ خَلْقِهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015