حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: " {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ} [التوبة: 107] قَالَ: مَسْجِدَ قُبَاءٍ، كَانُوا يُصَلُّونَ فِيهِ كُلُّهُمْ، وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمُنَافِقِينَ، يُقَالُ لَهُ أَبُو عَامِرٍ أَبُو حَنْظَلَةَ غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ، وَصَيفِيِّ وَأَخِيهِ، وَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ. فَخَرَجَ أَبُو عَامِرٍ هَارِبًا هُوَ وَابْنُ بَالِينَ مِنْ ثَقِيفٍ وَعَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ مِنْ قَيْسٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى لَحِقُوا بِصَاحِبِ الرُّومِ. فَأَمَّا عَلْقَمَةُ وَابْنُ بَالِينَ فَرَجَعَا فَبَايَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَا، وَأَمَّا أَبُو عَامِرٍ فَتَنَصَّرَ وَأَقَامَ. قَالَ: وَبَنَى نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ مَسْجِدَ الضِّرَارِ -[680]- لِأَبِي عَامِرٍ، قَالُوا: حَتَّى يَأْتِي أَبُو عَامِرٍ يُصَلِّي فِيهِ وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يُفَرِّقُونَ بَيْنَ جَمَاعَتِهِمْ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ جَمِيعًا فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ. وَجَاءُوا يَخْدَعُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ رُبَّمَا جَاءَ السَّيْلُ يَقْطَعُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْوَادِي وَيَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ فَنُصَلِّي فِي مَسْجِدِنَا فَإِذَا ذَهَبَ السَّيْلُ صَلَّيْنَا مَعَهُمْ قَالَ: وَبْنَوْهُ عَلَى النِّفَاقِ. قَالَ: وَانْهَارَ مَسْجِدُهُمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَأَلْقَى النَّاسُ عَلَيْهِ النَّتِنَ وَالْقِمَامَةَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 107] لِئَلَّا يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ جَمِيعُ الْمُؤْمِنِينَ، {وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ} [التوبة: 107] أَبِي عَامِرٍ، {وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة: 107] "