الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة: 101] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ حَوْلَ مَدِينَتِكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ، وَمِنْ أَهْلِ مَدِينَتِكُمْ أَيْضًا أَمْثَالُهُمْ أَقْوَامٌ مُنَافِقُونَ. وَقَوْلُهُ: {مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ} [التوبة: 101] يَقُولُ: مَرَنُوا عَلَيْهِ وَدَرَبُوا بِهِ، وَمِنْهُ شَيْطَانٌ مَارِدٌ وَمُرِيدٌ: وَهُو الْخَبِيثُ الْعَاتِي، وَمِنْهُ قِيلَ: تَمَرَّدَ فُلَانٌ عَلَى رَبِّهِ: أَيْ عَتَا وَمَرَدَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَاعْتَادَهَا وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي ذَلِكَ، مَا