القول في تأويل قوله تعالى: سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يقول تعالى ذكره: سيحلف أيها المؤمنون بالله لكم هؤلاء المنافقون الذين فرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله، إذا انقلبتم إليهم

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [التوبة: 95] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: سَيَحْلِفُ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ فَرِحُوا بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ، {إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ} [التوبة: 95] يَعْنِي: إِذَا انْصَرَفْتُمْ إِلَيْهِمْ مِنْ غَزْوِكُمْ، {لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} [التوبة: 95] فَلَا تُؤَنِّبُوهُمْ. {فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ} [التوبة: 95] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِلْمُؤْمِنِينَ: فَدَعُوا تَأْنِيبَهُمْ وَخَلُّوهُمْ وَمَا اخْتَارُوا لِأَنْفُسِهِمْ مِنَ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ. {إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} [التوبة: 95] يَقُولُ: إِنَّهُمْ نَجَسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ، يَقُولُ: وَمَصِيرُهُمْ إِلَى جَهَنَّمَ وَهِيَ مَسْكَنُهُمُ الَّذِي يَأْوُونَهُ فِي الْآخِرَةِ. {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [التوبة: 82] يَقُولُ: ثَوَابًا بِأَعْمَالِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَعْمَلُونَهَا فِي الدُّنْيَا مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ. وَذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ قَالَا مَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015