القول في تأويل قوله تعالى: رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون يقول تعالى ذكره: رضي هؤلاء المنافقون الذين إذا قيل لهم: آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله، استأذنك أهل الغنى منهم في التخلف عن الغزو والخروج معك لقتال أعداء الله من

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 87] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: رَضِيَ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ: آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ، اسْتَأْذَنَكَ أَهْلُ الْغِنَى مِنْهُمْ فِي التَّخَلُّفِ عَنِ الْغَزْوِ وَالْخُرُوجِ مَعَكَ -[617]- لِقِتَالِ أَعْدَاءِ اللَّهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، أَنْ يَكُونُوا فِي مَنَازِلِهِمْ كَالنِّسَاءِ اللَّوَاتِي لَيْسَ عَلَيْهِنَّ فُرِضَ الْجِهَادُ، فَهُنَّ قُعُودٌ فِي مَنَازِلِهِنَّ وَبُيُوتِهِنَّ. {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [التوبة: 87] يَقُولُ: وَخَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ، فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ عَنِ اللَّهِ مَوَاعِظَهُ فَيَتَّعِظُونَ بِهَا. وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الطَّبْعِ وَكَيْفَ الْخَتْمُ عَلَى الْقُلُوبِ فِيمَا مَضَى بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015