القول في تأويل قوله تعالى: ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين يعني جل ثناؤه بقوله: ذلكم هذا الفعل من قتل المشركين ورميهم حتى انهزموا، وابتلاء المؤمنين البلاء الحسن بالظفر بهم وإمكانهم من قتلهم وأسرهم، فعلنا الذي فعلنا. وأن الله موهن كيد الكافرين يقول:

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 18] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: {ذَلِكُمْ} [البقرة: 49] هَذَا الْفِعْلُ مِنْ قَتْلِ الْمُشْرِكِينَ وَرَمْيِهِمْ حَتَّى انْهَزَمُوا، وَابْتِلَاءِ الْمُؤْمِنِينَ الْبَلَاءَ الْحَسَنَ بِالظَّفَرِ بِهِمْ وَإِمْكَانِهِمْ مِنْ قَتْلِهِمْ وَأَسْرِهِمْ، فَعَلْنَا الَّذِي فَعَلْنَا. {وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيَدِ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 18] يَقُولُ: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ ذَلِكَ مُضْعِفُ كَيَدِ الْكَافِرِينَ، يَعْنِي مَكْرَهُمْ، حَتَّى يَذِلُّوا، وَيَنْقَادُوا لِلْحَقِّ وَيَهْلَكُوا. وَفَي فَتْحِ «أَنَّ» مِنَ الْوُجُوهِ مَا فِي قَوْلِهِ: {ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015