وأما قوله: أنها لكم ففتحت على تكرير يعد، وذلك أن قوله: يعدكم الله قد عمل في إحدى الطائفتين. فتأويل الكلام: وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين يعدكم أن إحدى الطائفتين لكم، كما قال: هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة قال: وتودون أن غير ذات الشوكة تكون

وَأَمَّا قَوْلُهُ: {أَنَّهَا لَكُمْ} [الأنفال: 7] فَفُتِحَتْ عَلَى تَكْرِيرِ يَعِدُ، وَذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ: {يَعِدُكُمُ اللَّهُ} [الأنفال: 7] قَدْ عَمِلَ فِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ. فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ} [الأنفال: 7] يَعِدُكُمْ أَنَّ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ لَكُمْ، كَمَا قَالَ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمُ بَغْتَةً} [الزخرف: 66] قَالَ: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} [الأنفال: 7] فَأَنَّثَ ذَاتَ لِأَنَّهُ مُرَادٌ بِهَا الطَّائِفَةُ. -[49]- وَمَعْنَى الْكَلَامِ: وَتَوَدُّونَ أَنَّ الطَّائِفَةَ الَّتِي هِيَ غَيْرُ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ، دُونَ الطَّائِفَةِ ذَاتِ الشَّوْكَةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015