الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكِ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ} [الأنفال: 6] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْجَالِبِ لِهَذِهِ الْكَافِ الَّتِي فِي قَوْلِهِ: {كَمَا أَخْرَجَكَ} [الأنفال: 5] وَمَا الَّذِي شُبِّهَ بِإِخْرَاجِ اللَّهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِهِ بِالْحَقِّ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: شُبِّهَ بِهِ فِي الصَّلَاحِ لِلْمُؤْمِنِينَ، اتِّقَاؤُهُمْ رَبَّهُمْ، وَإِصْلَاحُهُمْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وَطَاعَتُهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. وَقَالُوا: مَعْنَى ذَلِكَ: يَقُولُ اللَّهُ: وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ -[33]- لَكُمْ، كَمَا أَخْرَجَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِهِ بِالْحَقِّ كَانَ خَيْرًا لَهُ