يَطُوفُ الشَّيْطَانُ بِابْنِ آدَمَ لِيَسْتَزِلَّهُ عَنْ طَاعَةِ رَبِّهِ أَوْ لِيُوَسْوِسَ لَهُ، وَالْوَسْوَسَةُ وَالِاسْتِزْلَالُ هُوَ الطَّائِفُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَأَمَّا الطَّيْفُ فَإِنَّمَا هُوَ الْخَيَالُ، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ طَافَ يَطِيفُ، وَيَقُولُ: لَمْ أَسْمَعْ فِي ذَلِكَ طَافَ يَطِيفُ، وَيَتَأَوَّلَهُ بِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْمَيِّتِ وَهُوَ مِنَ الْوَاوِ. وَحَكَى الْبَصْرِيُّونَ وَبَعْضُ الْكُوفِيِّينَ سَمَاعًا مِنَ الْعَرَبِ: طَافَ يَطِيفُ، وَطِفْتُ أَطِيفُ، وَأَنْشَدُوا فِي ذَلِكَ:
[البحر الكامل]
أَنَّى أَلَمَّ بِكَ الْخَيَالُ يَطِيفُ ... وَمَطَافُهُ لَكَ ذِكْرَةٌ وَشُعُوفُ
وَأَمَّا أَهْلُ التَّأْوِيلِ، فَإِنَّهُمُ اخْتَلَفُوا فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ذَلِكَ الطَّائِفُ هُوَ الْغَضَبُ