القول في تأويل قوله تعالى: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم يعني جل ثناؤه بقوله: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدك عن الإعراض عن الجاهلين ويحملك على مجازاتهم. فاستعذ بالله يقول: فاستجر بالله من نزغه. إنه

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سُمَيْعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ} [الأعراف: 200] وَإِمَّا يُغْضِبَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ غَضَبٌ يَصُدُّكَ عَنِ الْإِعْرَاضِ عَنِ الْجَاهِلِينَ وَيَحْمِلُكَ عَلَى مُجَازَاتِهِمْ. {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [الأعراف: 200] يَقُولُ: فَاسْتَجِرْ بِاللَّهِ مِنْ نَزْغِهِ. {إِنَّهُ سُمَيْعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200] يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ الَّذِي تَسْتَعِيذُ بِهِ مِنْ نَزْعِ الشَّيْطَانِ سُمَيْعٌ لِجَهْلِ الْجَاهِلِ عَلَيْكَ وَلْاسْتِعَاذَتِكَ بِهِ مِنْ نَزْغِهِ وَلِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ خَلْقِهِ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ، عَلِيمٌ بِمَا يُذْهِبُ عَنْكَ نَزْغَ الشَّيْطَانِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أُمُورِ خَلْقِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015