حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَوْلُهُ: " {أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا} [الأعراف: 189] إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: 190] قَالَ: لَمَّا حَمَلَتْ حَوَّاءُ فِي أَوَّلِ وَلَدٍ وَلَدَتْهُ حِينَ أَثْقَلَتْ، أَتَاهَا إِبْلِيسُ قَبْلَ -[627]- أَنْ تَلِدَ، فَقَالَ: يَا حَوَّاءُ مَا هَذَا الَّذِي فِي بَطْنِكَ؟ فَقَالَتْ: مَا أَدْرِي. فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ يَخْرُجُ؟ مِنْ أَنْفِكِ، أَوْ مِنْ عَيْنِكِ، أَوْ مِنْ أُذُنِكِ؟ قَالَتْ: لَا أَدْرِي. قَالَ: أَرَأَيْتِ إِنْ خَرَجَ سَلِيمًا أَتُطِيعِينِي أَنْتِ فِيمَا آمُرُكِ بِهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: سَمِّيهِ عَبْدَ الْحَارِثِ، وَقَدْ كَانَ يُسَمَّى إِبْلِيسُ الْحَارِثَ، فَقَالَتْ: نَعَمْ. ثُمَّ قَالَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لِآدَمَ: أَتَانِي آتٍ فِي النَّوْمِ فَقَالَ لِي كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: إِنَّ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ فَاحْذَرِيهِ، فَإِنَّهُ عَدُوُّنَا الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ أَتَاهَا إِبْلِيسُ، فَأَعَادَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَلَمَّا وَضَعَتْهُ أَخْرَجَهُ اللَّهُ سَلِيمًا، فَسَمَّتْهُ عَبْدَ الْحَارِثِ، فَهُوَ قَوْلُهُ: {جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: 190] "