وَأَمَّا قَوْلُهُ: {إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} [الأعراف: 15] فَلَا دَلِيلَ فِيهِ لَوْلَا الْآيَةُ الْأُخْرَى الَّتِي قَدْ بَيَّنَ فِيهَا مُدَّةَ إِنْظَارِهِ إِيَّاهُ إِلَيْهَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} [الحجر: 38] عَلَى الْمُدَّةِ الَّتِي أَنْظَرَهُ إِلَيْهَا، لِأَنَّهُ إِذَا أَنْظَرَهُ يَوْمًا وَاحِدًا أَوْ أَقَلَّ مِنْهُ أَوْ أَكْثَرَ، فَقَدْ دَخَلَ فِي عِدَادِ الْمُنْظَرِينَ وَتَمَّ فِيهِ وَعْدُ اللَّهِ الصَّادِقُ، وَلَكِنَّهُ قَدْ بَيَّنَ قَدْرَ مُدَّةِ ذَلِكَ بِالَّذِي ذَكَرْنَاهُ، فَعَلِمَ بِذَلِكَ الْوَقْتَ الَّذِي أُنْظِرَ إِلَيْهِ. وَبِنَحْوِ ذَلِكَ كَانَ السُّدِّيُّ يَقُولُ