حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَمَّا قَوْلُهُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} فَإِنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ قَبْلَ الْأَرْضِ، وَالظُّلْمَةَ قَبْلَ النُّورِ، وَالْجَنَّةَ قَبْلَ النَّارِ " فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ إِذَنْ {جَعَلَ} [الأنعام: 1] ؟ قِيلَ: إِنَّ الْعَرَبَ تَجْعَلُهَا ظَرْفًا لِلْخَبَرِ وَالْفِعْلِ، فَتَقُولُ: جَعَلْتُ أَفْعَلُ كَذَا، وَجَعَلْتُ أَقُومُ وَأَقْعُدُ، تَدُلُّ بِقَوْلِهَا (جَعَلْتُ) عَلَى اتِّصَالِ الْفِعْلِ، كَمَا تَقُولُ: عَلَّقْتُ أَفْعَلُ كَذَا، لَا أَنَّهَا فِي نَفْسِهَا فَعَلَ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الْقَائِلِ: جَعَلْتُ أَقُومُ، وَأَنَّهُ لَا جَعْلَ هُنَاكَ سِوَى الْقِيَامِ، وَإِنَّمَا دَلَّ بِقَوْلِهِ (جَعَلْتُ) عَلَى اتِّصَالِ الْفِعْلِ وَدَوَامِهِ، وَمَنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[البحر الكامل]
وَزَعَمْتَ أَنَّكَ سَوْفَ تَسْلُكُ فَارِدًا ... وَالْمَوْتُ مُكْتَنِعٌ طَرِيقَيْ قَادِرِ