الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: رَضِيَ اللَّهُ عَنْ هَؤُلَاءِ الصَّادِقِينَ الَّذِينَ صَدَقُوا فِي الْوَفَاءِ لَهُ بِمَا وَعَدُوهُ مِنَ الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ، وَرَضُوا عَنْهُ يَقُولُ: وَرَضُوا هُمْ -[143]- عَنِ اللَّهِ تَعَالَى فِي وَفَائِهِ لَهُمْ بِمَا وَعَدَهُمْ عَلَى طَاعَتِهِمْ إِيَّاهُ، فِيمَا أَمَرَهُمْ وَنَهَاهُمْ مِنْ جَزِيلِ ثَوَابِهِ. ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، يَقُولُ: هَذَا الَّذِي أَعْطَاهُمُ اللَّهُ مِنَ الْجَنَّاتِ الَّتِي تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، خَالِدِينَ فِيهَا، مَرْضِيًّا عَنْهُمْ، وَرَاضِينَ عَنْ رَبِّهِمْ، هُوَ الظُّفُرُ الْعَظِيمُ بِالطِّلْبَةِ وَإِدْرَاكِ الْحَاجَةِ الَّتِي كَانُوا يَطْلُبُونَهَا فِي الدُّنْيَا، وَلَهَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فِيهَا، فَنَالُوا مَا طَلَبُوا وَأَدْرَكُوا مَا أَمْلَوْا