وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ: (إِنْ هَذَا إِلَّا سَاحِرٌ مُبِينٌ) بِمَعْنَى: مَا هَذَا، يَعْنِي بِهِ عِيسَى، إِلَّا سَاحِرٌ مُبِينٌ، يَقُولُ: يُبِينُ بِأَفْعَالِهِ وَمَا يَأْتِي بِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الْعَجِيبَةِ عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ سَاحِرٌ لَا نَبِيُّ صَادِقٌ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ صَحِيحَتَا الْمَعْنَى مُتَّفِقَتَانِ غَيْرُ مُخْتَلِفَتَيْنِ، وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ مَوْصُوفًا بِفِعْلِ السِّحْرِ فَهُوَ مَوْصُوفٌ بِأَنَّهُ سَاحِرٌ، وَمَنْ كَانَ مَوْصُوفًا بِأَنَّهُ سَاحِرٌ فَإِنَّهُ مَوْصُوفٌ بِفِعْلِ السِّحْرِ، فَالْفِعْلُ دَالٌ عَلَى فَاعِلِهِ وَالصِّفَةُ تَدُلُّ عَلَى مَوْصُوفِهَا، وَالْمَوْصُوفُ يَدُلُّ عَلَى صِفَتِهِ وَالْفَاعِلُ يَدُلُّ عَلَى فِعْلِهِ، فَبِأَيِّ ذَلِكَ قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ الصَّوَابَ فِي قِرَاءَتِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015